“نورهان” سقطت دفاعًا عن والدها.. ضربوها بقاعدة شيشة ففقدت حياتها في سوهاج

مشهد مأساوي لا تُمحى تفاصيله من ذاكرة من رأوه.. صرخات تمزق صمت الليل في نجع أبو شجرة بمدينة سوهاج، وفتاة شابة تهرول بكل ما تملك من خوف وحب لتُنقذ والدها من براثن الغدر، غير مدركة أن تلك الخطوات ستكون الأخيرة في حياتها.
الضحية هي نورهان عاطف عبد العزيز، 27 عامًا، خريجة كلية التجارة، كانت عائدة من عملها بعد يومٍ طويل، حين سمعت ضجيج المشاجرة التي نشبت بين شقيقها وأحد شباب المنطقة بسبب “تيشيرت مستلف” رفض إرجاعه، لتتحول شرارة الخلاف البسيط إلى معركة دموية استخدم فيها المعتدون كل أدوات العنف.
في لحظات، استعان المتهم الرئيسي بعددٍ من أقاربه وهاجموا والد الفتاة، عاطف عبد العزيز عبد اللاه، وانهالوا عليه ضربًا في الشارع أمام المارة، وسط صرخات الأهالي الذين عجزوا عن التدخل. وبينما كان الجميع يتراجع خوفًا، اقتحمت نورهان المشهد بشجاعة، محاولة حماية والدها من أيدي الغدر.

لكن الغدر لم يرحمها.. إذ باغتها أحد الجناة بضربةٍ عنيفة باستخدام قاعدة شيشة زجاجية، أصابت عينها اليمنى مباشرة، فأحدثت كسرًا بالجمجمة ونزيفًا داخليًا بالمخ، لتسقط على الأرض غارقة في دمائها، وسط ذهول الحاضرين.
نُقلت نورهان إلى مستشفى سوهاج الجامعي وهي تصارع الموت، ودخلت في غيبوبة استمرت أيامًا عدة، قبل أن يعلن الأطباء وفاتها متأثرة بإصابتها البالغة، لتتحول دموع والدها من ألم الضرب إلى لوعة الفقد.
الواقعة أثارت حالة من الغضب الشعبي العارم في سوهاج، حيث اجتمع الأهالي أمام منزل الفقيدة مطالبين بالقصاص العادل من الجناة الذين لم يرحموا فتاة خرجت بدافع النخوة والرحمة.
من جانبها، كثّفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج جهودها، وتمكنت فرق المباحث بقسم ثان سوهاج من ضبط جميع المتهمين، وإحالتهم إلى جهات التحقيق التي أمرت بحبسهم على ذمة القضية، وسط تأكيدات من الأهالي أنهم لن يهدأوا حتى تُروى دماء “نورهان” بعدالة رادعة لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الأبرياء.
نورهان ماتت واقفة.. تدافع عن والدها بشجاعة.. لتكتب بدمها درسًا في الوفاء والبطولة لا ينساه أهل سوهاج أبدًا.






